THE BEST SITE OF FREE MOVIES

THE BEST SITE OF FREE MOVIES

إعادة تدوير و إنتاج الأعمال السينمائية القديمة .. هل هو الإبداع والإفلاس,,؟ 6.9


خلال العشر سنوات الأخيرة طالعنا عديد من الأعمال الدرامية تعتبر “إعادة تدوير” لقصص أفلام قديمة سجلت نجاحا كبيرا وحفرت اسمها في ذاكرة السينما وذاكرة المشاهد، بشكل جعلها اشبه بالظاهرة. اليوم نناقش هذا الأمر بشيء من التفصيل في محاولة للإجابة على سؤال يعتبر محل خلاف بين الجمهور: هل هو افلاس ام ابداع!

موضوع الاقتباس في السينما المصرية، وقلنا انه أحيانا ما يلجأ بعض صناع الأفلام لإعادة انتاج بعض الأفلام القديمة، عندما يشعر المخرج بانه يريد ان يقول شيء ما جديدا. أو أن يقدمها بطريقة مختلفة عما شاهده المشاهد من قبل. واقع الأمر انه الدافع الأساسي وتقريبا الوحيد لإعادة انتاج الأعمال القديمة هو استغلال نجاحها. فما رأيناهم يفعلون الشيء نفسه مع الأفلام غير الناجحة تجاريا، رغم انه لو كانت القصة جيدة ولكن لم يحالفها نجاحا ما في الشباك فيكون ذلك أدعى لإعادة تقديمها بصورة أفضل. لكن مع الأسف مخرجينا يفضلون دائما الطريق السهل والسريع!

البداية مع ميكروفون الإذاعة

في وقت من الأوقات كان الراديو أو ميكرفون الإذاعة، حاضرا وبقوة في حياة المصريين، كانت الناس تستمع الى الراديو في كل مكان، في البيوت والمقاهي والسيارات. ليس فقط قبل انشاء التليفزيون عام 1960 ولكن ايضا خلال فترة الستينات والسبعينات وفترات كبيرة من الثمانينات، قبل ان يبدأ في الانحسار والتواري امام هجوم أفلام الفيديو والقنوات الفضائية. ولعل ذلك كان السر في قوة وانتشار الإذاعة كوسيلة اعلام كبرى قبل التليفزيون، وحتى في الأيام الأولى بعد انشاء التليفزيون حينما كانت ساعات البث محدودة، من الساعة 12 ظهرا الى 10 مساءا، ولاحقا امتدت من 10 صباحا الى منتصف الليل، الى جانب وجود قناة واحدة للبث، قبل ظهور القناة الثانية. في حين ان ميكرفون الإذاعة يستمر معك طوال 24 ساعة، أيضا تجد امامك عديد من القنوات المختلفة، البرنامج العام يذيع اخبار كل ساعة وبرامج حواريه ومسلسلات واغاني. الشباب والرياضة تذيع مباريات الكورة ولقاءات مع أشهر اللاعبين. القرآن الكريم تذيع قرآن وبرمج دينية باستمرار، كل هذا جعل الإذاعة وقتها هي اقوى وسيلة اعلام. حاضرة وبقوة في حياة المصريين.


وخلال الستينات والسبعينات قدمت الإذاعة المصرية عديد من المسلسلات الناجحة، لا سيما ما كان يعرض منها في شهر رمضان كل عام. غالبا في العام التالي تجد نفس القصة في صالات العرض كفيلم سينمائي. فإن صناع الأفلام يفضلون استثمار نجاح تلك القصة في الإذاعة. كان أشهرها فيلم (سمارة) للمخرج حسن الصيفي عام 1956 في السنة السابقة كان مسلسل في الإذاعة، نجح نجاحا كبير أو كما يقولون “كسر الدنيا بمعنى الكلمة”!!.. أيضا عدد من أفلام الفنتازيا التي قدمها فؤاد المهندس مع شويكار في النصف الثاني من الستينات أمثال مسلسل (انت اللي قتلت بابايا) في الإذاعة عام 1969. تحول لفيلم في العام التالي اخرجه نيازي مصطفى، وايضا قصص لأدباء كبار أمثال (نحن لا نزرع الشوك) المسلسل الذي قدمته الإذاعة عام 1968 للمخرج الاذاعي القدير محمد علوان، قدمه للسينما عام 1970 المخرج حسين كمال، وكان من أكثر الأفلام نجاحا وقتها، مسلسل (انا لا اكذب ولكني اتجمل) والذي قدمه حسن يوسف للإذاعة أواخر السبعينات، أعاد التليفزيون المصري تقديمة عام 1981 كفيلم تليفزيوني يحمل نفس الاسم قدمه احمد زكي مع اثار الحكيم.

وللمسرح دور كبير

ولو نظرنا للمسرح نجد عديدا من مسرحيات فؤاد المهندس أمثال (حالة حب) والتي قدمها عام 1967 هي في الحقيقة أعادة تقديم او صياغة جديدة لقصة (حديث المدينة) واللي سبق تقديمها في فيلم (إشاعة حب) للمخرج فطين عبد الوهاب عام 1960 ونجح نجاحا كبيرا. ايضا مسرحية (انا وهو وهي) والتي قدمها المهندس وشويكار عام 1963. قدمها تقريبا نفس فريق العمل للسينما كفيلم اخرجه فطين عبد الوهاب انتاج عام 1964.



أيضا يوجد عديد من المؤلفين أمثال الكاتب الكبير وحيد حامد سبق وان كتبوا قصص عديدة للإذاعة، ثم اعاد كتابتها في العام التالي في صورة فيلم سينمائي، مثل (قانون ساكسونيا) المسلسل الذي قدمه نور الشريف للإذاعة أوائل الثمانينات، أعاد وحيد حامد صياغته للسينما مع تغيير الاسم للغول عام 1983 من اخراج سمير سيف، وان كان قد نوه على الاسم القديم على افيش الفيلم!.. مما جعل البعض يدّعون انه يجرب نجاح القصة في الإذاعة أولا قبل ان يبيعها كفيلم سينمائي.



كما قدم المخرج والكاتب سمير عبد العظيم عدد من مسلسلات الإذاعة، أمثال (افواه وأرانب)، و(على باب الوزير) و(رجب فوق صفيح ساخن) و(شعبان تحت الصفر). اغلب تلك القصص يعرفها الجيل الحالي من خلال السينما، قليل منهم من يعلم انها سبق تقديمها كمسلسلات في الإذاعة، ونجحت نجاحا كبيرا وقت عرضها قبل ان تصاغ كأفلام للسينما.

بيدي لا بيدي “عمرو”!

ايضا لجأ كثير من المخرجين الى إعادة صياغة افلامهم القديمة في شكل جديد، خاصة بعد انتشار الألوان في السينما مطلع الستينات، أمثال المخرج الكبير نيازي مصطفى والذي أعاد صياغة فيلمه (عنتر بن شداد) لسراج منير وكوكا عام 1947 بالفيلم الشهير الذي قدمه فريد شوقي وكوكا أيضا عام 1961. حقا ان من يشاهد الفيلمين تقريبا لا يجد أي اختلاف في القصة، لكن الاختلاف الحقيقي كان في أداء الممثلين الذي كان أوقع في نسخة عام 1961 عن الأداء المسرحي المبالغ فيه في النسخة القديمة (ولعلها كانت تحمل روح وطابع العصر!)، وطبعا الألوان اللي منحت الفيلم روح جديدة كانت تجتذب رواد السينما اذا ما كتبت على أفيش الفيلم عبارة (بالألوان الطبيعية)! نفس الشيء فيلم (امير الانتقام) للمخرج بركات عام 1951 والذي قدمه أنور وجدي. نفس المخرج قدم نفس الصياغة تقريبا عام 1964 بطولة فريد شوقي ولكن نسخة ملونة. عرضنا قبل كدا مقارنة تفصيلية بين الفيلمين في احدى حلقات السينما والأدب. ايضا أعاد المخرج حسن الإمام خلال السبعينات انتاج أفلامه القديمة بشكل جديد.

وقد تتساءل، كيف للمشاهد الذي لا يفضل ان يفسد عليه أحدهم الفيلم الذي لم يطالعه بعد، يقبل بأن يشاهد مرة اخرى رواية هوا تقريبا يعلم قصتها، ويعلم احداثها بالتفصيل، تقريبا يعلم أيضا ما سيقوله الممثل في المشاهد التالية! ورغم نجاح وانتشار القصة الأصلية. التي سمعها في الإذاعة او شاهدها كمسرحية او حتى على شاشات السينما. لكن يعود مرة أخرى ويشاهدها كفيلم ويتفاعل معها كما سبق وتفاعل معها في صورتها الأولية. ولو سألت اغلب الذين شاهدوا الرواية لأجابوك انهم يفضلون الأن ان يشاهدوها أمامهم بأشخاص حقيقيين، وكأنهم يشاهدونها من جديد. رغم انه اغلب المعالجات السينمائية القديمة، مثل الحالية، لا جديد! لا إضافات على القصة الأصلية! لا شخصيات جديدة! لا احداث جديدة! ولكن وبالرغم من ذلك أعجبت الجمهور ونجحت الأفلام تقريبا مثلما نجحت في الإذاعة او المسرح او السينما. وقد يكون النجاح أكبر!..

إعادة التدوير ايضا طالت الدراما، والأمثلة فيها حاليا عديدة وقد تكون اكتر من السينما، لكن نكتفي بالأمثلة التي عرضناها ونترك الباقي لذاكرة المشاهد.

إعادة تدوير أسماء الأفلام

إعادة التدوير للأعمال الفنية ليست قاصرة على القصص، ولكن لكن ايضا أسماء الأفلام! حيث شهدت الفترة من أوائل الألفينات وحتى خمس سنوات مضت، وقد تكون مستمرة الى الأن. شهدت أسماء أفلام مستمدة من أفلام قديمة وناجحة. يعلمها اغلب جمهور ومحبين السينما. ولكن الشبه في الاسم فقط وليس في الأحداث. حيث يعاد صياغة الاسم بشكل يوحي للمشاهد بالمحتوى الكوميدي للفيلم. أمثال (جعلتني مجرما) للمخرج عمرو عرفه انتاج عام 2006. الاسم مستوحى من الفيلم العظيم (جعلوني مجرما) للمخرج عاطف سالم عام 1954. وطبعا كما قلنا التشابه في اسم الفيلم فقط. والطريف ان هذا الامر ليس جديدا على السينما المصرية، حيث قدم لنا الثلاثي فؤاد المهندس وشويكار وعبد المنعم مدبولي عام 1970 الفيلم الكوميدي الجميل (ربع دستة اشرار) للمخرج نجدي حافظ. اسم الفيلم مستوحى من فيلم الكاوبوي Dirty Dozen والذي عرفته صالات العرض لدينا باسم (دستة اشرار). أعاد فؤاد المهندس تقديم الاسم بشكل فنتازي ولكن القصة طبعا مختلفة عن الفيلم الأمريكي، وطبعا فإن إعادة صياغة الاسم توحي بالمحتوى الكوميدي. وفي عام 2006 اعيد صياغة الاسم من جديد من خلال فيلم (ثمن دستة اشرار) للمخرج رامي امام. وقام بالبطولة محمد رجب وياسمين عبد العزيز وخالد صالح ونيكول سابا. تلك الأفلام الثلاثة ليس لهم أي علاقة او رابط سوى الإسم فقط.

رأي النقاد.

ورفض عديد من النقاد موضوع التلاعب في أسماء الأفلام بدعوى انه يسئ لتاريخ السينما وتراثها، لكن واقع الأمر انه لو كان يسئ لأحد فهو يسيء للفيلم نفسه، حينما يضعه المشاهد في موضع مقارنة مع فيلم قديم. وان اختلف تصنيف الفيلم كوميدي او درامي، وان اختلفت أيضا القصة والأحداث لكن الكل يتفق على انه لا وجه للمقارنة على الأطلاق! وإذا كانوا صناعها قد استغلوا نجاح الأفلام القديمة واعادوا صياغتها من جديد، فاستمرارية افلامهم في العرض تقريبا لا تتعدى الموسم الحالي، او الذي يليه.


وعن إعادة تدوير الأفلام يقول الناقد طارق الشناوي أن فكرة اقتباس الفكرة أو القصة الدرامية لأحد الأعمال القديمة، تعتبر ظاهرة طبيعية في العالم كله ويطلق عليها (إعادة تدوير الأفكار). ويؤكد أنه الملاحظات التي على أغلب الأعمال التي شاهدها من المقتبسات كلها بسبب استسهال الكثير من صناع الأفلام في صياغة فكرة ناجحة، فضل بدلا منها ان ينقل الفكرة القديمة ولكن مع الأسف، كان النقل بشكل باهت وبدون أي تطوير…
0 Views